لماذا ذكر يسوع هذا المثل؟ يرِد في بداية الفصل 15 من انجيل القديس لوقا :" وكان الجباة والخاطئون يدنون منه جميعا ليستمعوا إليه فكان الفريسيون والكتبة يتذمرون فيقولون: "هذا الرجل يستقبل الخاطئين ويأكل معهم" فضرب لهم هذا 3 أمثال: الخروف الضائع، الدرهم الضائع والابن الشاطر. تسمي الكنيسة المثل " الأبن الشاطر".أما في النص الكتابي فيرد الابن الاصغر. في قاموس" مقاييس اللغة " للكلمة شطر أصلان ، يدل أحدهما على نصف الشيئ". الابن الاصغر أخذ ما يستحق أي ثلث الميراث (شطره)، فهو شاطر الميراث. " وأما الأصل الآخر: فالشطير البعيد... ومنه قولهم: شَطَر فلانٌ على أهله، إذا تركهم مراغِمًا مخالِفًا، والشَّاطر الذي أعيا أهله خبثا، لأنه إذا فعل ذلك بعُد عن جماعتهم ومُعظم أمرِهم " وفي المعجم الوسيط " الشاطرُ : الخبيث الفاجر. و الشاطرُ ( عند الصُّوفية ) : السابق المسرع إِلى الله " . الابن الاصغر في المثل، هو الابن الشاطر بكل ما تحمل هذه الكلمة من معاني، فهو خبيث، بعد عن أهله، وفجر وعاد الى الله.
الميراث والعلاقة مع الابناء: بحسب التوراة هنالك قوانين توضح حق كل ولد في الميراث " فيعطي البكر سهمين من كل ما يوجد له، فإنه أول رجولته، وله حق البكرية"( تثنية 21 17). أي يحق للإبن الأصغر ثلث الميراث فقط.
الإبن الأكبر: حصل على أمواله من الميراث، لأن الأب في بداية المثل "قسم بينهما أمواله" بقي على ما يظهر القسم الغير المتنقل من الورثة كالأرض والحيوانات. اذا ان الأب لم يمنح الابن الأكبر جديا كما ادّعى الأبن، وكذلك أمر الأب "اذبحوا العجل المسمن" . لأنه سيدعو الجميع للتصالح مع إبنه الذي ابتعد عن اهل بيته وعشيرته. أما الأكبر فغاضب بسبب حصول الأبن الفاجر على هذه المعاملة الحسنة من الوالد.فلا يدخل ليشارك في الاحتفال.أما موقف الأب: عندما علِم أن ابنه في خارج البيت، ترك الاحتفال وخرج الى المكان الموجود فيه ابنه الأكبر. فيكتشف أن ابنه ليس مجرد غاضب من أخيه، بل غاضبًا أيضًا على أبيه لأن، بالنسبة له، الاختلاف في المعاملة هو دلالة على أن الأب غير عادل.
ماذا يفعل الأب؟" يتضرع" الى ابنه الأكبر ويُعلِمه بثلاثة أمور:
"انت معي في كل حين". أي يطمئن الابن الاكبر انه لم يفقد مكانه في العائلة
"كل ما لي هو لك" ، لأن قسمة الميراث المتبقية فهي لك. أي أن الاحتفال الجاري لا يمثل مخاوف للابن الأكبر وللميراث الذي له.
"ينبغي ان نتنعم ونفرح لأن أخاك هذا كان ميتا فعاش وضالا فوجد". الابن الاكبر استعمل كلمة "ابنك "، في حين ان الاب استعمل كلمة " اخوك هذا"
في النهاية أبقى السيّد المسيح النهاية مفتوحة. كأني به يقول للفريسيين " انتم قرروا ماذا سيكون مصيركم وموقفكم من أخيكم الانسان الخاطئ.
Comments