top of page
  • Writer's pictureالسيد ناصر شقور

أحد الدينونة

تضع الكنيسة أمامنا هذا المثل في بداية موسم الصوم لأنه موسم شركة، موسم محبة، موسم عمل لا أقوال. " كل ما فعلتموه" و"كل ما لم تفعلوه" سيضعه السيد المسيح على الميزان ليُقرر هل نحن من الملاعين ام مباركي الآب. إنه دعوة لأن نرى المسيح في الانسان المهمش والمحتاج وأفقر الفقراء. هذا المثل يدعوك ان تنطلق الى من حولك برؤية جديدة، هي أن الأخر هو نعمة، بواسطته ترى أينما نظرت صورة المسيح. إن رؤية الاحتياجات المذكورة في الانجيل بمنظار سامعيه في عصر المسيح، قد تضيف عمقا لمعنى إخوة يسوع الأصاغر جائعًا: الفعل المستعمل يدلّ على حالة الجوع بسبب الحاجة. هو يعني الحاجة الماسة لدى المحتاج، والنتيجة كثيرا ما تكون الموت. لذا إطعام الجائع يعني اعطاءه الحياة وانقاذه من الموت. عطشانًا: كانت هنالك عادة يهودية في فترة المسيح، هي تقدمة الماء على الطرقات لأولئك الذين هم في حجّ نحو اورشليم، نحو الهيكل، خاصة اثناء الحر في بلدنا. لذا اعطاء الماء لعطشان هو اعطاؤه القدرة على الاستمرار في مسيرة الحج نحو لقاء الله، أي مساعدة الانسان، على اكتشاف وجه الله وارادته في حياته. - غريبا: الغريب في مجتمع اسرائيل كان يعاني من مشاكل كثيرة في حلوله في مدينة ما، فلا يثقون بالغريب، وان كان فقيرا لا مال لديه ليحل في فندق، كان عليه ان ينام في العراء معرضا لقساوة الطبيعة. لذا فهذه دعوة لان يتحول بيتي الى مضافة لهذا الغريب. - وعريانًا: من الناحية الاجتماعية كان العري يمثّل حالة من الفقر المادي والروحي. واعطاء الثوب لعارٍ هو أكثر من مجرد عمل خير وشفقة، هو الدخول في عهد معه، اي الدخول في علاقة محبة عميقة مع الآخر. - ومريضًا: المريض بنظر المجتمع اليهودي، هو المضروب من الله بسبب خطيئته، لهذ كان المرضى بأمراض معينة يُنبَذون من جماعة اسرائيل. ويصبح المرض مقدمة للموت. وكان يضاف لألم المرض الم موت من نوع آخر، موت العزلة. المريض يكون وحيدا يعاني من صمت يشبه صمت القبر. لذا زيارة المريض هي اخراجه من صمت القبر ومن وحدة العزلة أي اعطاءه الحياة. وسجيناً: ان السجن في منطق الجماعات الاولى لم يكن له نفس المعنى الذي عندنا اليوم، خاصة ان الانجيل قد كتب في ايام الاضطهاد، وكان المسيحيون يرمون في السجن كمرحلة اولى من طريق عذاب شاقة، غالبا ما تنتهي بالاستشهاد. وزيارة سجين كانت محفوفة بالمخاطر خاصة إذا كان السجين مسيحيٍّا، لأن الزائر كان يخاطر بأن يسجن أيضا لأنه مسيحي. لذا هذه دعوة هي للوقوف الى جانب من يتألم في سبيل المسيح. وما أكثرهم في شرقنا وفي العالم


42 views0 comments
bottom of page