يرد ذكر الفريسيين عشرات المرات في الإنجيل. لقد كانت هناك هوة بين الفريسيين والمسيح. لكي نستوعب مدى عمق هذه الهوة لا بد من العودة إلى جذور الفكر الفريسي وهو ما عُرف فيما بعد بالمشناة والتلمود من جهة،
ومقارنة طريقة الحياة الفريسيّة بطريقة المسيح وتعاليمه
لم يكن الفريسيون مجرد فئة من فئات الشعب، في فترة المسيح، لأن الفريسية كانت طريقة حياة تشمل كل مجالات الحياة. كذلك المسيحية، لم تكن مجرد إنتماء إلى دين – مسيحيون بالهوية، بل طريقة حياة، وقد وسُمي المسيحيون الأوائل " أتباع هذه الطريقة" وبالتالي فالمسيح "هو الطريق والحق والحياة". المسيحية مبنية على أسس مناقضة تماماً للأسس الفريسية، لذلك أعلن سيدنا يسوع المسيح " قيل لكم... أما أنا فأقول....". * طريقة الحياة الفريسية مبنية بالأساس على الالتزام الكامل بحرفية التقليدين الشفهي والكتابي للعهد القديم. أما طريقة المسيح فتلغي طريقة الحياة الفريسية لأن "الحرف يقتل والروح يحيي"
- بالطريقة الفريسية الكمال هو بتنفيذ كل الوصايا. وقد أوضح ذلك السيد المسيح في المثل إذ أورد في صلاة الفريسي:" أصوم مرتين في الأسبوع أي الإثنين والخميس، أعشِّر أموالي...". + أما بطريقة المسيح فالعظمة هي بالتوبة كما فعل العشار، والكمال بمحبة الله ومحبة القريب.
- بالطريقة الفريسية، القيمة العظمى للوصايا لا للإنسان. من لا يُنفذ الوصايا كالخطأة والزواني والعشارين، فهو منبوذ ويستحِقُّ أن يُهانَ وحتى أن يُقتل. + أما بطريقة السيد المسيح، المهم والجوهر هو الإنسان لأنه على صورة الله، إنه ابن لإبراهيم، والسبت جعل للإنسان لا الإنسان للسبت. لذلك أعلن السيِّد المسيح أنه أتى ليُخلص ما قد هلك.
- بالاختصار فإن الأسلوب الفريسي للحياة يُلخص بموضوع الصلاة، "صلِّ بصوت عالٍ ليعرفَ الله وليسمعَ الجيران". الصلاة شكرٌ على الأعمال التي يصنعها الإنسان إذ ينسبها لله وهذا حسن، لكن بالصلاة الفريسة هنالك أيضاً المقارنة مع الآخرين والاستهزاء بهم، وكذلك لا يوجد ذكرٌ للخطايا الشخصية أو التوبة. + أما الصلاة بأسلوب المسيح فهي أن نغلق الأبواب أي أن لا نقارن أنفسنا مع أحد ونعترف بأخطائنا ونحب الآخرين لأنه على هذا الحب العملي سنحاسَب. والله يرى ويسمع في الخفية. لنطلب من الله ان لا يكون خميرنا كخمير الفريسيين ولا نصلي يا إخوة فريسيًّا.
فلنشارك الكنيسة في صلاتها مدة الصيام، ونجعل من هذه الصلوات صلاتنا الشخصية في بيوتنا:
المجد للآب والابن والروح القدس.
إِفتحْ لي أَبوابَ اتوبة. يا واهبَ الحياة. لأَنَّ روحي تُبكِّرُ إلى هيكلِكَ المُقدَّس. حاملةً هيكلَ جسدي. مُدنَّساً بجملتِهِ. لكن. بما أَنَّكَ مُتعطِّف. نَقِّني بتحنُّنِ مراحمِكَ
الآنَ وكلَّ أوانٍ وإلى دهرِ الدَّاهرين. آمين
سَهِّلي لي مَناهجَ الخلاص. يا والدةَ الإله. لأَنني دنَّستُ نفسي بخَطايا سَمِجَة. وأفنيتُ عمري كلَّهُ بالتَّواني. فبشفاعتِكِ نقِّيني من كلِّ نجاسة
وهذه باللحن السادس
إرحَمْني يا أللهُ بعظيمِ رحمتِكَ. وبكثرَةِ رَأفتِكَ امحُ مآثمي
عند تأمُّلي في كثرَةِ أعماَلي الرديئة. أنا الشقيَّ التَّاعس. أَرتعدُ من يوْمِ الدينونةِ الرَّهيب. لكنْ لثِقَتي بكثرَةِ تحنُّنكَ. أَهتِفُ إليكَ مثلَ داود: إرحَمْني يا أللهُ بعظيمِ رحمَتِكَ
Yorumlar