top of page
  • Writer's pictureالسيد ناصر شقور

دعوة الرسل

دعوة الرسل

ما الذي يجعلك تترك عملك؟ أيجار أكبر؟ وظيفة أحسن؟ مكان مريح ؟ كل ما ذكر أعلاه؟

إن دعوة يسوع للرسل تفهم من إطار هذا السؤال، يذكر القديس لوقا أن ان القديس بطرس (وأخوه اندراوس) كان لهما شراكة عمل مع الاخوة يوحنا واندراوس. ويملكون سفينتين. وقد تم اكتشاف سفينة كسفن الرسل سنة 1986 في كيبوتس جينوصار على شاطئ بحيرة طبريا. طول السفينة 8.2 مترًا وعرضها 2.3 متر وارتفاعها 1.25 متر دعيت سفية بطرس. أي انه كان لديهم مصدر معيشة جيد.

فما الذي جعلهم يتركون كل شيء ويتبعوا المسيح؟ لقد كان افراد العائلة ملتصقين بعائلاتهم يساعدون بعضهم بعضًا، فالعمل جماعي عائلي. لكن أحينا كانوا يبحثون عن مجموعة يكون بها رباط شبه عائلي، حيث يستطيعون ان يلبوا حاجاتهم ويحققوا آمالهم، أكثر مما لو بقوا ضمن الرباط العائلي. وجماعة الرسل هي احدى هذه المجموعات. العمود الفقري للمجموعة هو قائد " رب عائلة" ذو سلطان، يرتاحون للانضمام تحت كنفه. يسوع قدم نفسه من هذا المنطلق وذلك على مراحل.

المرحلة الأولى: يسوع يظهر نفسه كواثق من نفسه، يصنع ما يريد. يصعد الى السفينة ويطلب من بطرس ان يبتعد، فأطاعه بطرس. ذاق طُعم التبعية ليسوع.

المرحلة الثانية: "ثم اخذ يسوع يعلم الجموع" أي انه بهر بطرس، فالناس تصغي ليسوع لأنه كان يعلم كمن له سلطان – أي انه قائد محنَّك.

المرحلة الثالثة: يتحدى يسوع بطرس في مجال اختصاصه أي الصيد. فقال له "سر الى العمق وألقِ الشباك". هنا رأى بطرس تحديا كبيرا لخبرته، فقال:" لقد تعبنا الليل كله". أي اننا نعرف كيف نصيد ونحن لسنا هواة ولا نيأس بسهولة. وهنا تظر سمة أخرى لبطرس "ولكن بكلمتك نلقي الشباك". أي انه مستعد ان يغامر. بذلك تقدم بطرس مرحلة إضافية لاتخاذ قرار ترك العمل ليتبع يسوع.

المرحلة الرابعة " حازوا مِنَ السَّمكِ شَيئًا كَثيرًا، فأخذَت شبَكتُهُم تَتخرَّق"، أي ان يسوع "معلِّم"، يقول ويعرف ما يقول وينفذه، باللغة العامية نقول" يسوع لا يتهبّل واقواله ليست مجرد صف حكي". فهنا يفهم بطرس وشركاءه أن يسوع خبير اكثر منهم في مجال عملهم- الصيد. وبالتالي فهو جدير بان يتبعوه.

فتأتي المرحلة الخامسة هي الاعتراف العلني بالتبعية ليسوع " خَرَّ عِندَ رُكبَتَي يَسوعَ". وبطرس هو رئيس شركة الصيادين، وهو مثالهم. ويقتدون به

ثم تأتي المرحلة السادسة التنفيذ. بما أن بطرس ويوحنا ويعقوب قد رأوا يسوع بهذا المنظار، أي كجوهرة في حقل يجدر أن يبيعوا ما لديهم ويشتروا ذلك الحقل ليربحوا الجوهرة. فعندما وصلوا الشاطئ "تركوا كل شيئ وتبعوا يسوع"


13 views0 comments
bottom of page