top of page
  • Writer's pictureالشماس شربل بنّا

مثل السامري الرحيم

السامري الرحيم

أتى الرب يسوع المسيح ليغير قياسات وأحكام الانسان. قاس الانسان الفضيلة بالمقارنة مع النجاح فأصبحت الفضيلة سلعة بخسة. كل القياسات البشرية ناقصة، وكل أحكامھا زائفة. أتى المسيح ليخلص الانسان من الجھل والكيدية وليغير مقاييس حكم الانسان.

" يا معلم ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية ؟" تظاھر ھذا الناموسي بأنه يبغي خالصًا. كان ھدفه في الحقيقة ھو تجربة السيد وليس خالص نفسه. كان يفكر بكيفية إيقاعه في غلطة يستغلھا ضده. لكن، لماذا سأل عن الحياة الأبدية؟ لقد تكلم الأنبياء عن ملكوت المسيح الأزلي، خاصة النبي دانيال الذي تكلم عن ملكوت القديسين الأبدي. لكن يھود زمن المسيح فھموا الأزلية بأنھا حياة مديدة على الأرض. يظھر بأن ھذا الناموسي قد شعر بأن السيد يتكلم عن حياة أبدية مختلفة عن ما عھده وتعلمه

أجابه السيد ماذا كتب في الناموس؟... "أحبب الرب إلھك من كل قلبك..." كان يعرف المسيح ما يختلج في قلب ھذا الرجل، لذلك أراد أن يجيب على سؤاله بسؤال عن الناموس ماذا كتب في الناموس، كيف تقرأ؟ ، " وثانيا، " نجد في جواب السيد سؤالين: الأول، " ھل تعرف ما ھو مكتوب عن سؤالك؟ وثانيا، كيف " تقرأ وتفھم ما ھو مكتوب؟

ماذا كان جواب السيد للناموسي؟ " لقد أجبت بالصواب، افعل ھذا فتحيا ". لم يقل له ليؤمن به كابن الله، واذھب وبع كل ما تملك... لم يقل لهاحمل صليبك واتبعني... " كلا! لقد طلب منه ببساطة أن يطبق ما اكتشفه وھو الأھم في الناموس.

لا يضع الله حملا ثقيالاً على أكتافنا، خاصة على كتفي الضعيف. يعتبر ذلك حكمًا سلبياً، لكن أعطِيَت لكل منا القوة والرغبة لمعرفة إرادة الله. لكن الناموسيين لم يخصصوا المجھود اللازم لتحقيق ما ھو معروف منھم. الخلاص لا يتم بمجرد معرفة الله. الخلاص ھو في عيش المحبة. "إفعل ذلك وستخلص" أرى بانك تعرف الوصايا عن المحبة. لكني أرى، بنفس الوقت بأنك لا تتممھما. لذلك سوف لن تشفى بواسطة التعليم قبل أن تتطبق ما تعرفه

اذا بدلنا كلمة الناموسي ب "أنا". أنا من يعرف الانجيل. أنا حافظ الوصايا، ويمكنني ترديدها وتلخيصها والمجادلة مع غيري بآيات انجيلية لأشككه. أو لأظهر كم أنا أفضل من غيري. كأني بالقديس بولس يقول لي ان علمك ينفخ ويجعلك ناموسيا وفريسيا. معرفتي ناقصة وتوَجُّهي هو تكبر واستعلاء على من حولي. انا بهذا الإيمان كالتينة التي لعنها المسيح، لأنها كانت جميلة المنظر، كلها ورق لكن لا ثمر لها. ايماني بدون اعمال المحبة فهو باطل.

يا رب انت السامري الرحيم، أنت تعلمني ان أعامل الكل بمحبة حتى يصبح من يضعه الرب في طريق حياتي هو قريبي وصورة المسيح

ھذا المثل الذي استعمله السيد مع الناموسي والذي فھم منه القليل، يحوي كل تاريخ خالص البشرية منذ بدايتھا وحتى نھايتھا. نتعلم منه بأنه يمكننا أن نصبح من أھل البيت بعلاقتنا بالسيد وھذه العلاقة ھي الأساس لكل العلاقا.



31 views0 comments
bottom of page